قال تعالى : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )
وقال صلى الله عليه وسلم مرهبا أمته : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط
الله تهوي به في جهنم )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً
أو ليصمت )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد
ألسنتهم
هذه آية وثلاثة أحاديث صحيحة كثيرا
منكم يحفظها لكن كثيرا منا يفتقر إلى
التطبيق فهي توجهنا إلى أن نتكلم
بالخير ونترك كلام الاثم في الكلام ومن أمثلة الاثم في الكلام الغيبة والكذب والنميمة
وشهادة الزور والسب واللعن والشتم والطعن بالأعراض والاستهزاء والسخرية واللمز .. وهلم
جرا من الخطايا والآثام الكثيرة والتي قد تصل إلى الكفر أو تكون كبيرة أو فسقا ومعصية .. كل هذه
العظائم بسبب اللسان ..
وإن ما نكتبه أو تخطه أيدينا يأخذ حكم القول باللسان بل أشد منها لأن
تأثيره أكبر وانتشاره أوسع فيتداوله الناس .. وقد يأخذه البعض على أنه معلومة صحيحة
ويتأثر بها ويمضى عليها معتقدا صحتها فيكون الجرم أشد على من سنها ونشرها ..
وقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هذه الايام سوقا رائجا ومفتوحا بلا قيود
ولا ضوابط فما أكثر من وقعوا في هذه المحاذير وما أكثر ما يكتبون مستغلين الحرية
المطلقة ومتساهلين كأنهم في غمرة ساهون وبظنهم
أن لا أحد سيسألهم عما يكتبون بل يجدوا من يشجعهم ويعجب بما يكتبون وينفخ فيهم ليس
لأن المقال فيه حق وصدق إنما التشجيع والاعجاب والاشادة لأنه هذا المقال يلبي هوى
في نفس المشجع ويشفي غلا له في قلبه ...
فهلا نتق الله فيما نكتب ونعلق وهلا نتحلى بالمسؤولية ونتذكر أن الله يحصي
علينا كل شيء .. وأن الحصاد سيكون يوم القيامة على ما نطقنا أو كتبت أيدينا ونحاسب
عليه كلمة كلمة ..
وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي
الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في
القيامة أن تراه
نسأل الله أن يتوب علينا ويسددنا
في القول والعمل
مكين السلمي