وجدت فئاماً من الناس يحتفلون ..ويزعمون انهم وصلوا الى بر الامان .. بمناسبة اكتمال الحوار .
فتساءلت .. بين من ومن وقع هذا الحوار ؟ وهل كان منطلق من كلمة سواء بيننا وبينهم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئاً ؟ ام غير ذلك ؟
فقلت : اولاً هذا الحوار لا يمثل الشعب اليمني من الاصل لأن المشتركين فيه ليسوا منتخبون من الشعب اليمني المحافظ انما هم مختارون بطريقة انتقائية تتوافق مع اهواء ورغبات غير اسلامية سواء من داخل اليمن او خارجها من الدول الراعية للحوار ..
ولقد همش فيه علماء اليمن ووجهاؤها وكبارها ..
وان وجد في اعضاء الحوار افراد من العلماء والصالحين الا انهم قليل من قليل .
وفي المقابل كانت الغلبة في المتحاورين للعلمانيين والحوثيين والنساء الذين تم اختيارهم بعناية ليكون لهم الكلمة الكبرى على اهل اليمن .. وقد حصل ذلك .
فكانت النتيجة هي ان الحوار ليس له دخل بالشريعة ولا يعرف لها قدراً ولا مكانة فتحايل عليها واعرض عنها وصد عن سبيلها
ولما طالب العلماء ان يكون سقف الحوار هو الشريعة الاسلامية قيل لهم ليس للحوار سقف ولا قيد..
ثم جعلو السقف الذي لا يعلو عليه هو قوانين الدول الغربية وقوانين مجلس الامن والامم المتحدة ..
وصنعوا من الحوار ما يحلو لهم ففرضوا فيه على اليمنيين ان تحكمهم النساء وذلك بما يسمى بالكوتا التي تحدد نسبة للنساء لا مفر منها للمشاركة في دوائر الحكم ومواطن السياسة وصنع القرار وغيرها ..
واستباحوا حرمات الاسلام في اليمن فلم يعد عندهم للدين سلطة على احد فجعلت اليمن مسرحاً لكل المعتقدات والاباطيل والشرور وموئلاً لكل من يريد ان يشتغل بالصد عن الاسلام ومحاربة شريعة الواحد الديان .
وقسموا اليمن الى اقسام كل قسم مستقل في ادارته وحكومته وبرلمانه ووو علماً ان هذا التقسيم جاء استجابة لدعاة الانفصال الذين يحرضون على تقسيم اليمن وثروات اليمن .. وهذا الامر يجني على اليمن وهناً على وهن وضعفاً على ضعف ..
ان هذا الحوار الذي ضل منعقداً شهوراً طويلة في وقت كان المستضعفون في دماج محاصرون ويقتلون ويشردون من قبل الحوثيين الذين هم مشاركون في الحوار .. فلو كان الحوار من اجل اليمن لما تركت صعدة واهالي دماج على هذا الحال ولما قبل ان يكون الحوثيون المعتدون على كراسي الحوار بل كان الاولى ان يطردوا ويتوقف الحوار حتى تتوقف الدماء في دماج ..وفي حاشد وغيرها من المناطق التي يهاجمها الحوثي ويتوقف القصف العشوائي الاجنبي على اليمنيين الذي لا يفرق بين كبير وصغير ورجل وامرأة .. إذ كيف يتحاور المتحاورن ودماء اخوانهم تسيل بجانبهم والطيران يحوم فوق رؤوسهم ويصول ويجول ويقصف ويقتل ..
لكن القضية فيها وصاية وفيها مآرب ليست من اجل الدين ولا الوطن بل هي ضد ذلك .
كيف يحتفلون في وقت هجر فيه اكثر من عشرة الآف انسان من ديارهم واموالهم برعاية الدولة الرشيدة وبضغوط من اهل الوصاية ؟!
كيف يحتفلون والناس في العراء والبرد والجوع والخوف في وسط العاصمة صنعاء ؟!
كيف يحتفلون بعد المساس بالشريعة والوحدة والوطن ؟!
نحن حزننا كبير وجرحنا عميق على ما حصل ويحصل في اليمن الحبيب ولن نفرح الا عندما نرى اليمن موحدة من مشارقها الى مغاربها وعندما نرى فيها الكلمة الفصل لدين الاسلام الذي ارتضاه الله لنا من فوق سبع سموات
وعندما نرى ان الله قد ولى علينا خيارنا وصرف عنا شرارنا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم تهمنا .. ولا تعبر بالضرورة عن المدونة