الأحد, يناير 05, 2014

التربية أساس البناء


 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ... وبعد :
فإن أهم ما تبذل له الحياة , وتنفق فيه الأوقات , وتهتم به الدعوات , الجانب التربوي في الدعوة إلى الله تعالى فبه يتجدد نشاطها , وتتفتح به زهراتها وتطيب ثمراتها , فبالتربية تصحح العقائد  ,وتعمق المفاهيم الصحيحة , وتغرس الأخلاق النبيلة , وينشأ الصغار على ما درج عليه الكبار ,
ولذلك قال بعض السلف : لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم الآخر . وهل قامت دولة الإسلام وارتفع دين الملك العلام إلا بتربية الصحابة الكرام على يد المربي الأول الذي تشرفت البشرية برؤيته , واستضاءت المعمورة ببركة دعوته , فقد كان أكبر هم النبي صلى الله عليه وسلم تربية الصحابة بمكة بدار الأرقم بن أبي الأرقم بالقيام والصيام وتلاوة القرآن , روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : فرض الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم قيام الليل فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام الصحابة معه حولاً كاملاً .. الحديث )
وإنما فرض قيام الليل قبل أن تفرض الصلوات الخمس وقبل أن تنزل الحدود , تربية لهذه الأمة ودفعاً لمستواها الإيماني ..
فلا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم اهتم بتربية الصحابة الكرام , وسقاهم القرآن , ورقاهم بالقيام والصيام حتى صاروا شموس ضياء وأقمار هداية , تكونت بهم الدولة الإسلامية وفتح الله عز وجل بهم البلاد وقلوب العباد , وهذا ببركة التربية على الإسلام وبذلهم لإعزاز دين الملك العلام .
وعلى هذا الهدى المبارك درج السلف من التابعين ومن بعدهم فكانوا يهتمون بتربية الناشئة على الإيمان الصحيح , والخلق النبيل , والآداب السنية المحمدية , والسنن النبوية ..
وإذا كان السلف يهتمون بالتربية مع أنهم كانوا يعيشون في أجواء إيمانية  ينعمون بالتحاكم إلى شريعة الله عز وجل وبالقرب من النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة فكيف بنا نحن في هذا الزمان الذي كثرت فتنه وتقلبت أحواله وتمادى مفسدوه  وكثير من الناس يعيشون في جهل مدقع  وقلوب خاوية من الإيمان بالله تعالى وعقول ضالة عن التوجه الصحيح الموصل إلى مراد الله تعالى .
كم نجد من شباب في الحارات والأزقة والشوارع  ( انفجار سكاني ) وقليل منهم من يحافظ على نفسه من دعاة الشر والفساد والضياع وقليل من قليل من يحمل هم المسئولية في التوجيه والتربية الإيمانية فكل منشغل بنفسه وماله وعياله ودنياه .
فما أحوج المسلمين اليوم في هذا الواقع الأليم إلى تلمس خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم في التربية , ودراسة أخلاق ومؤهلات الجيل الأول الذي رباه رسول الله صلى الله عليه وسلم على نور القرآن والسنة النبوية والأخلاق النبوية . 
فالنداء لكل الدعاة الفضلاء لا تدعوا كثيراً من الناشئة والشباب والعوام  يعيشون بدونكم فأنتم رجاء الأمة بعد الله تعالى وعليكم أن توظفوا أنفسكم في إصلاح المجتمعات والعمل على بناءها بناءً صحيحاً على الكتاب السنة والخير والصلاح  وإذا لم تكونوا أنتم المعنيون بالأمر فمن ننتظر ؟ هل ننتظر أصحاب الجهل والغفلة ؟! أم ننتظر الشيعة ؟! أم ننتظر الصوفية ؟! أم ننتظر أهل الضلالات والبدع ؟! أم ننتظر دعاة التميع والضياع والشهوات والعلمنة ؟!! أم ننتظر المنصرين ؟!! أم ننتظر دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها ؟ !!


إنها أمانة عظيمة على عاتق العلماء والدعاة ومعلمي القرآن وكل من له شأن يمكنه من العمل في هذا الأمر العظيم نسأل الله التوفيق والسداد وأن يحفظ الأمة الإسلامية من الجهل وكيد الأعداء .. والحمد لله رب العالمين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم تهمنا .. ولا تعبر بالضرورة عن المدونة